إن سألتني عن الأمر الوحيد الذي لا يمكنني إنكاره حول سامسونج ، فحتماً سيكون جوابي هو خطتها التسويقية وانتشارها الواسع في مختلف الأسواق العربية منها والغربية. بالطبع فإن انتشار سامسونج بهذا الشكل أمر جيد ولا يمكن لأحدٍ إنكار هذا التفوق في شعبية الشركة الكورية الجنوبية ولكن..
برأيي الشخصي أرى أن سامسونج مؤخراً تستغل قيمتها السوقية وانتشارها الواسع من أجل الترويج بشكل مضلل لبعض الهواتف المتوسطة إلى الضعيفة بشكل يجعلها تبدو وكأنها تتخذ خياراتٍ غريبةٍ أو غير مبررة خصوصاً للمهتمين بالتقنية ومن يتابعون تطور الأجهزة والأسواق، وسأشرح لكم وجهة نظري ولكن قبل ذلك ومن بداية المقال أتمنى ألا تفهموني بشكل خاطئ، فأنا لست عدوةً لسامسونج وإنما أحاول إيصال وجهة نظري حول السياسات التسويقية “المضللة” التي تتبعها سامسونج مؤخراً فيما يتعلق بالأجهزة المتوسطة.
حديثي في هذا المقال سيتركز حول جهازي سامسونج A6 و A6+ ولن يكون المقال مراجعةً للجهاز بقدر كونه نقاطاً رئيسية أريد من خلالها إيصال وجهة نظري وفتح باب النقاش معكم حول هذا الموضوع.
لن أطيل عليكم أكثر من ذلك ودعونا نبدأ..
كما نعلم فإن أجهزة سامسونج تتوزع ضمن فئات معينة، أولها وهي الفئة الرائدة العليا وهي فئة Note تليها في الفئة الرائدة أيضاً فئة ال S ومن ثم ننتقل إلى الفئة المتوسطة العليا تحت مسمى A تشاركها أيضاً فئة C في نفس الخصائص العامة، والفئة المتوسطة العادية تحت مسمى J.
من المفروض أن هذه الفئات تختلف فيما بينها من نواحي التصميم والعتاديات وذلك بشكل تصاعديٍ بمعنى أن الفئة المتوسطة تكون خصائصها -أي مجموعة الخصائص والمواصفات الأساسية مشتركة بين أجهزة نفس الفئة – أقل من خصائص الفئة الأعلى وهذا هو الأمر الطبيعي، وذلك لتفريق الفئات عن بعضها البعض واستهداف شرائح مختلفة من المستهلكين ولأن كل سلسلةٍ من الأجهزة تتمتع بفئة سعرية مختلفة عن الأخرى وجب التفريق بين هذه الفئات.
حسناً إلى الآن لم نر ماهي المشكلة؟!
قبل أن أكمل أريد منكم النظر بتمعن إلى هذه الصورة ومحاولة اكتشاف الأمر الغريب.
الأمر الغريب هنا أن الهاتف الأول على اليسار هو A6 جديد سامسونج من الفئة المتوسطة العليا وأول هاتف في هذه الفئة يحمل رقم 6، وعلى اليمين نجد هاتف J7 Pro الهاتف المتوسط من الفئة الأقل.
بما أن هاتف ال A6+ هو أول هاتف من فئة A يحمل رقم 6 فكان يجب على سامسونج أن تميز هذا الجهاز عن باقي الأجهزة،على الأقل أن تعطيه تصميماً مختلفاً عن فئة J، للتمييز أولاً وثانياً لأننا في عام 2018 و تصميم الأجهزة بات الآن من أهم ميزاتها، فجميعنا يرغب بحمل هواتف متميزةٍ في التصميم والمظهر.
الأمر الذي سأذكره كثيراً ضمن المقال هو السعر حيث أنني في كل حجةٍ تقريباً سأقارن لكم بين خيارات سامسونج في التصميم والعتاديات وإلخ.. مع السعر الذي تطلبه والمنافسة السوقية أيضاً.
أعلم أن فكرة المظهر بذاته قد لاتكون الأمر المهم كثيراً بالنسبة للبعض حيث أنهم قد لا يهتمون بكون الجهاز يشبه أجهزة الفئة الأقل أو لا، ولكن هنالك أشخاص خدعت بتسويق سامسونج للجهاز وبالسعر الأعلى الذي تطلبه والذي سآتي على ذكره لاحقاً واشترت الجهاز ظناً منها أنه أفضل من سابقه خصوصاً بالاسم الجديد والسعر الأكبر المطلوب.
الأمر الآخر الذي أراه عيباً كبيراً في حق سامسونج هو التسويق لما يعرف ب “Infinity Display” أو الشاشة اللامتناهية، وهو الاسم التجاري لشاشات سامسونج على الهواتف الرائدة وتأتي هذه الشاشات بحواف شبه معدومة كأهم ميزة لها، إضافة للدقة العالية والأبعاد الجديدة (19.5:9)، فالآن ما تقوم به سامسونج أنها ببساطة تدعو أي شاشة بالأبعاد الجديدة بـ Infinity Display بالرغم من كون الشاشة ذو حواف كبيرة وغير منحنية، فهي فقط تشارك شاشات الهواتف الرائدة بالأبعاد الجديدة، وهو أمر مضلل بحيث أنك عندما تسمع في الإعلانات أن جهازاً مثل A6 يأتي بهكذا شاشة سيغريك هذا الأمر ظناً منك أن الشاشة فعلاً توازي تلك التي في الهواتف الرائدة.
هذا الأمر صراحة ًغير مقبول من سامسونج وذلك لقيمتها السوقية الكبيرة و لأن فيه تشويهاَ لسمعة الشركة.
لو قامت بذلك أحد الشركات الصغيرة مثل Doogee سأتقبل هذا الأمر وهو أمر تقوم به أصلاً ولكن في نواحٍ مختلفة، أما أن تقوم به سامسونج فأشعر أن ذلك مشين بحقها.
للأمانة لا أعني بكلامي أن الشاشة سيئة فهي من نوع Super Amoled ولكنها تبقى شاشة متوسطةً مقارنةً بالفئة الرائدة من ناحية الدقة والتصميم.
أما الآن فسننتقل إلى المشكلة الكبرى في الجهاز خصوصاً ال A6+ ألا وهي العتاديات، حيث أن جهاز سامسونج A6+ يحمل معالجاً من نوع Snapdragon 450! وسامسونج تطلب حوالي 430 دولاراً كسعرٍ للجهاز! في هذه الفئة السعرية من غير المقبول إطلاقاً معالج من الفئة الدنيا من شركة كوالكوم خصوصاً أننا نتكلم عن فئة A وهي الفئة التي تلي الفئة الرائدة مباشرةً.
الغريب في الأمر والذي جعلني أغضب فعلاً عندما أجريت البحث في الموضوع هو أن سامسونج بذاتها طرحت لنا هاتف A5 السنة الماضية بسعرٍ أقل وبشريحةٍ داخليةٍ أفضل من هذه، حيث أن هاتف A5 ياتي بمعالج Exynos 7880 والذي يقارب معالج Snapdragon 625 في الأداء ويتفوق في كثيرٍ من النواحي على الطرح الحالي وخيار سامسونج بمعالج 450.
هو فعلاً أمر لم أجد له تبريراً إطلاقاً، وذلك لأننا نرى أجهزة أخرى من شركات مختلفة تقدم لنا أجهزةً في فئة ال400 دولار، مثل نوكيا 7 بلس والذي يأتي بمعالج سنابدراغون 660 و أندرويد ون وتصميم عصري وميزات كبيرة جداً ويتفوق على هاتف سامسونج الجديد وفي نفس الفئة السعرية، وبالطبع فهذا مثال وحيد وهنالك لائحة كبيرة بالأجهزة المتوسطة من ناحية العتاديات والتي تحمل معالجات من فئة 600 وتأتي بسعر يقارب ال 400 دولار.
ويجب علينا ألا ننسى أن واجهة سامسونج أصلاً تثقل عاتق شريحة المعالج مهما كانت فئته، فما بالنا بواجهة سامسونج على جهاز بهكذا معالج؟!
كلامي مرةً أخرى لا يعني أن الجهاز غير قادر على تحمل المهام اليومية التي نقوم بها على أجهزتنا، ولكن في نفس الوقت هنالك فرق كبير بمن يصنع جهازاً بهكذا عتادٍ داخليٍ ويطلب سعراً معقولاً و من يصنع جهاز بنفس العتاد تقريباً ويطلب سعراً يبعده بشكلٍ تلقائيٍ عن السوق بسبب المنافسة الكبيرة الحاصلة بين الشركات الكبرى على الفئة المتوسطة.
لربما أستطيع تفهم عدم رغبة المتابعين بالمقارنة بين أجهزة سامسونج وغيرها من الشركات وأنا أحترم ذلك، ولذلك سأقارن لكم هاتف A6+ الجديد من سامسونج مع هاتف A5 السنة الماضية لتروا بأنفسكم مدى تراجع سامسونج وكمية الأخطاء الغير مبررة بالنسبة لي، خصوصاً أنه من المفترض أن يأتي A6+ بمواصفاتٍ أعلى بكثير من ال A5.
أولاً: اعتدنا أن فئة A تأتي بمعيار مقاومة الماء والغبار وهذا الأمر رأيناه مع هاتف A5 واختفى كلياً مع هواتف هذه السنة من نفس الفئة وهو أمر غريب لأن هذه الميزة مطلوبة بكثرةٍ من المستهلكين وخيار إزالتها مع رفع سعر الجهاز حيرني صراحة!
ثانياً:بماذا كانت سامسونج تفكر عندما قررت إزالة منفذ ال USB C واستبداله بمنفذ Micro USB الشبه ميت في عام 2018؟ خصوصاً عندما نعلم أن هاتف A3 من السنة الماضية كان يحوي منفذ USB C.
هنالك الكثير من الميزات التي لم تعد ميزاتٍ رائدة عام 2018 أي أنها لم تعد من الرفاهيات بل هي من المسلمات التي يجب أن يحويها أي جهاز صنع هذا العام أو حتى العام الماضي.
ثالثاً:لماذا قررت سامسونج الاستغناء عن معيار AC Wifi و الاكتفاء بالمعيار الأقل a/b/n/g؟ علماَ أن A5 كان يحوي AC Wifi والذي يقدم جودة اتصالٍ لاسلكيٍ وسرعات أكبر في النقل من المعيار الذي اختارته سامسونج لهاتف A6+.
رابعاً:ميزة الشحن السريع تعتبر من أهم الميزات التي يحويها هاتف سامسونج A5، ومرةً أخرى لماذا قررت سامسونج الاستغناء عنها مع هاتف A6+! خصوصاً أنها استبدلت منفذ ال USB C بمنفذ Micro USB كما أسلفت، بهذا تكون خفضت من جميع الميزات التي تفرق الفئات العليا عن الفئات الدنيا من الأجهزة ومع ذلك فالجهاز سعره أغلى من سعر أجهزة السنة الماضية وبمواصفات أقل.
ولأزيدكم من الشعر بيتاً، فإن هاتف سامسونج A6+ يحوي نفس شريحة المعالج التي يحملها هاتف A3 نسخة السنة الماضية.
الأمر الآخر الذي أزعجني في جميع الأجهزة المتوسطة من سامسونج هو مكان السماعة الرئيسية على جانب الجهاز، فهو يتخذ موضعاً غريباً ومن السهل جداً حجب الصوت باليد عند حمل الجهاز.
هي هذه الأخطاء التصميمية في الجهاز والتي تعتبر Deal Breaker أو سبباً حتمياً لعدم شراء الجهاز.
حسناً..
كلامي هذا لا يعني أن الجهاز لا يحوي أي ميزات جيدة، فكاميرا أو كاميرات الجهاز حسب خيارنا مابين A6 و A6+ جيدة جداً وحسبما شاهدت من عينات الصور فالنتائج مرضية جداً، الأمر الذي كنا نفتقده مع أجهزة سلسلة A السابقة. لكن سامسونج هي سامسونج ، لم تستطع أن تعطينا تجربةً كاملةً مع الكاميرا وذلك بسبب غياب التثبيت الإلكتروني (ناهيك عن البصري ولكني لا أطالب بهذه الميزة في هذه الفئة السعرية) وهذه الميزة لا تعتبر من الميزات الرائدة إذ أن الكثير من الأجهزة التي يبلغ سعرها أقل من ذلك بكثير باتت الآن تحمل هذه الميزة.
ولا ننسى أن كاميرا الجهاز لا تستطيع التقاط فيديوهات بدقة 1080p بمعدل 60 إطار في الثانية، إذا أن معدل الإطارات الأعظمي هو 30 إطار في الثانية، وبالطبع لا يوجد لدينا تصوير بدقة 4k للأسف..
من الميزات الجيدة التي يحملها الجهاز هو عمر البطارية الطويل، إذ أن البطارية قادرة أن تدوم حوالي 6 ساعات وأكثر براحةٍ كبيرةٍ (طبعاً على الاستخدام الثقيل المتواصل) بحيث أن سعة البطارية تبلغ 3500 ميلي آمبير وتعطي نتائج أفضل من بعض الهواتف التي تبلغ حجم بطاريتها أكثر من 4000 ميلي آمبير. لا تذمرات هنا إطلاقاً ولربما هذه الميزة هي السبب الوحيد الذي يدفعني لأوصي بشراء الجهاز إن كانت حياة البطارية أمراً مهماً جداً بالنسبة لك.
بعد كل ماسبق دعونا نحاول أن نتوصل إلى نتيجةٍ هنا.
الأمر الذي توصلت إليه هو أن سامسونج أولاً تقوم بالتسويق المضلل لأجهزتها المتوسطة وأعني بالمضلل مافعلته مع شاشة الجهاز كما ذكرت سابقاً، وبسبب سمعة الشركة الجيدة وانتشارها الواسع جداً لاسيما في الوطن العربي فإن المستهلكين سيسارعون لشراء الجهاز بناءً على الخطة التسويقية لسامسونج .
هذه الخطة التسويقية ستنقلب على سامسونج في النهاية إذا استمرت على هذا الحال.
ثانياً وهذه النقطة للمهتمين بالتقنية ومن لديهم اطلاع على المواصفات ولو بشكل عامٍ ولديهم ولاء للشركة.
بسبب كمية الميزات الأساسية الناقصة من الجهاز والتي لم تعد ميزات رفاهية بعد الآن، فإنهم سيعدلون عن شراء الجهاز ويذهبون مباشرةً للفئة الأعلى بالرغم من وجود كمية مهولة جداً من الخيارات الأخرى ضمن نفس الفئة السعرية والتي تقدم الكثير من الميزات المشتقة من الهواتف الرائدة.
طبعاً كلامي عن هاتف A6 لا ينفي أن هذه الأخطاء موجودة على هواتف سامسونج الجديدة أيضاً من فئة J مثل J6 والذي لايحوي حتى حساس Auto Brightness ولا LED خاص للإشعارات، هل تعتبر هذه ميزات رائدة وتضيف لسعر الجهاز الكثير ونحن في عام 2018؟؟
وبالطبع فإن سامسونج تٍروج للجهاز بناءً على ميزة Face Unlock والتي أقل ما يقال عنها أنها بطيئة، بحيث أن الجهاز يستغرق حوالي 3 ثوانٍ لفتح الجهاز أي حوالي 10 أضعاف الوقت المطلوب لفتح الجهاز ببصمة الإصبع. ناهيك عن كون التقنية بذاتها غير فعالة بشكل كامل، أي أن الجهاز لن يتعرف على وجهك لو وضعت مثلاً نظاراتٍ أو ماشابه.
مرةً أخرى قامت سامسونج بوضع ميزةٍ لافائدةً حقيقةً منها، فقط من أجل الترويج المضلل.
مشكلتي وللمرة الأخيرة، هي سعر الجهاز المبالغ فيه مقارنةً بالمواصفات التي يقدمها.
ويمكنكم الاطلاع على ميزات هاتف سامسونج A6 من هنا ، ,و A6+ من هنا.
أعلم ما تشعرون به حالياً، تشعرون وكأن لي عداوة سنواتٍ طويلةٍ مع سامسونج ، في حالِ أنَ الوضع مختلف بحق!
إذ أنني أتكلم عن الشركة بهذا السوء وذلك لأنه وكما يقولون “غلطة الشاطر بألف!”
أخبروني رأيكم في التعليقات هل تتفقون معي في كلامي السابق أم تجدون مبرراً لهذه الخيارات من سامسونج؟
بانتظار آرائكم لنتحاور حول هذا الموضوع.
التدوينة سامسونج: عندما تنقلب الطاولة عليك بسبب خياراتك تم نشرها أولًا في أردرويد.
from أردرويد https://ift.tt/2JIzTIE
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق